عطر الياسمين Admin
عدد المساهمات : 184 تاريخ التسجيل : 03/03/2010
| موضوع: أهل الليل السبت مارس 13, 2010 12:31 pm | |
| إن لكل ملك من الملوك مجلساً عامراً يشهده عِلية القوم وهؤلاء الذين يجالسون الملك ويدخلون إلى مجلسه من غير استئذان منهم من يسميهم الأشراف أو الطبقة الراقية أو الوجهاء والقرآن سماهم الملأ وهم جلاس الملوك ويوجه الخطاب لهم ويستشيرهم ويسألأ عن أحوال البلد عزيز مصر قال (أفتوني في رؤياي) ملكة سبأ قالت (يا أيها الملأ أفتوني في أمري) الملأ هم جُلاس الملوك وهم أشراف البلاد وهم طبقة راقية. هذه الأمة لها أشراف وهم الملأ وهم الطبقة الراقية وهم جلاس الملك. من هي الطبقة التي قال عنها صل الله عليه وسلم أشراف أمتي؟ هؤلاء هم أهل الليل الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفاً وطمعاً معنى ذلك أن أهل الليل يوم القيامة هم الذين سوف يكونون حول الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر. جاء في الحديث ينادي مناد يوم القيامة أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون يومئذ وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ويساق الباقون إلى ساحة الحساب. الذي يستيقظ من الليل عبد يحبه الله عز وجل إن الله عز وجل يحب رجل يحبه الله حباً عظيماً (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)) فإذا أردت أن تكون حبيب الله يوم القيامة ومن الأشراف الذين يدخلون إلى حضرة الجبار المليك المقتدر فكن من أهل الليل لذلك علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم الدعاء: اللهم نسألك جوارك في الجنة فإذا أردت أن تكون في جوار الله في الجنة فأنت من جلاسه وأنت من الملأ الذين يخاطبهم الله مباشرة فكن من أهل الليل. من هم أهل الليل هؤلاء الذين سوف يفوزون بالمقعد القريب من ربهم؟ وصفهم القرآن بأنهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما قال يستيقظون ونحن ننام يوماً ونستيقظ يوماً ونقوم متثاقلين، هذا عبدٌ من عباد الله جنبه يتجافى النوم لا يطيق النوم في الساعة المحدودة عندما تحين ساعة لكي يناجي ربه في الثلث الأخر من الليل وهم يعلم أن الله ينتظره وهو يعلم أن الله ينتظره "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل" وهؤلاء (السابقون السابقون) الذين هم أشراف الأمة، هؤلاء لا يكفي أن يكون مستيقظاً هؤلاء بلغ الحد معهم أن تتجافى جنوبهم عن المضاجع لأنه يعلم أنه على موعد مع الإله الكريم؟ قلة قليلة بلغ بها حب هذا اللقاء اليومي أن جنوبهم تتجافى عن المضاجع لا يمكن أن يطيق النوم ولا يمكن أن يقهره الموت وهو على موعد مع الملك العظيم، مع الرب الرحيم، مع الإله الكريم في هذه الساعة المعهودة. ماذا لو كنت عاشقاً عشقاً ملأ عليك حياتك وأعطتك حبيبتك موعداً معيناً لا يمكن أن تغفل عن هذا الموعد. تأمل هذه الطبقة الراقية الذين ملأت قلوبهم محبة الله عز وجل فهم ينتظرون ساعة اللقاء هذه بفارغ الصبر حينئذ تتجافى جنوبهم عن المضاجع لا يطيق أن يضع جنبه على الأرض من شدة شوقه فإذا حانت ساعة القاء قام يناجي ربه هؤلاء الذين وصفهم تعالى (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون) وقت السحر الساعة التي هؤلاء هم أشراف هذه الأمة فإذا عرفت واحداً من هؤلاء فأحبه لأن الله يريد ذلك فهو محبوب الله عز وجل فإذا أحببته يمكن أن تكون في درجته يوم القيامة كما في الحديث: "والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليحب القوم لا يلحقهم بعمل فيدخل الجنة معهم في درجتهم بحبه لهم" لذا من كمال هذه الصورة أن تصلي ركعتين أو أربع ركعات أو ما شاء لك كما في الحديث صلوا من الليل ولو ركعة، صلّوا من الليل ولو بقدر فواق ناقة. المهم أن تحشر مع زمرة أهل الليل الذين يناديهم أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ ومن صلى الصبح في جماعة كان في ذمة الله ومن تكملة ذلك أن تبقى في مصلاك لا تقول إلا خيراً إما أن تُسَبِّح أو تُعلِّم علماً حتى تطلع الشمس وترتفع ثم تصلي ركعتين فأنت كأنك حججت واعتمرت حجة وعمرة تامتين. فإذا أردت أن يحبك الله عز وجل فينادي جبريل أن يحبك وينادي جبريل في الملائكة أن تحبك ثم يوضع لك القبول في الأرض فما عليك إلا أن تعود نفسك أن تستيقظ في ساعة معينة وتعود نفسك عليه فإذا فعلت ذلك لا يعود يهنأ لك النوم في تلك الساعة حتى يتجافى جنبك عن المضاجع نسأله تعالى أن يجعلنا منهم. | |
|