عطـــر الياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى ثقافى اجتماعى عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أأأأأأأأأأأأكبر من الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عطر الياسمين
Admin
عطر الياسمين


عدد المساهمات : 184
تاريخ التسجيل : 03/03/2010

أأأأأأأأأأأأكبر من الحب Empty
مُساهمةموضوع: أأأأأأأأأأأأكبر من الحب   أأأأأأأأأأأأكبر من الحب Emptyالأربعاء مارس 17, 2010 2:20 pm

كل ما حولي كان يوحي الحب!!
كل ما أراه وأسمعه وأقرأه.. يصور الحب..
شعورٌ جميل..، لاقى قبولاً في روحي الحائرة العطشى..، ووسائل نشر الوعي والثقافة المعتمدة..، علمتني أن الحب هو أجمل ما في الحياة على الإطلاق.. وبدونه؛ تنعدم السعادة ويستحيل الأمان..
كنت أتصور نفسي في كل مسلسلة..، ومع نغمات كل أغنية..، وبين سطور كل كلمات تضج بالعاطفة..
ومع مرور الوقت..، مللت الخيال..، ومع نغمات كل أغنية..، وبين سطور كل كلمات تضج بالعاطفة..
ومع مرور الوقت..، مللت الخيال..، ورغبت في الواقع..
أردت أن أجرب الحب الذي يقولون..
أردت أن أعيشه..
أردت أن أشعر به..
لكن كيف؟!!
كيف؟؟!!
* * *
(2)
زميلتي في الصف.. والتي أقضي معها معظم أوقاتي في المدرسة، كانت أصغر إخوتها..، وكان لها شقيق يكبرها بثلاثة أعوام.. تدور حوله معظم أحاديثها اليومية.. كنت في البداية أستمع إليها بشكل عادي، كاستماعي لأية أحاديث أخرى..، لكنني ومع مرور الوقت، أصبحت أنتظر أحاديثها تلك بشغف.. وأشعر بمتعة كبيرة وأنا أستمع إليها، حتى أنني كنت أتمنى أن لا تنتهي أبدًا!!!..
وذات يوم.. قالت لي زميلتي والتي أصبحت أعز صديقاتي أن شقيقها يدعوني بالخجولة..، لأنني دائمًا ما أطلبها بصوت خجول وهادئ عندما أتصل بها هاتفيًا!!
شعرت بفرحة غامرة لذلك الإطراء رغم أنه كان بسيطًا جدًا..، لدرجة أنني أصبحت أتعمد الاتصال بها في الأوقات التي أعلم يقينًا أنه سيكون في المنزل!!
وشيئًا فشيئًا..
بدأت أحس بشعور غريب يتطور في داخلي.. لم أميزه في بداية الأمر..
لكنني أدركت فيما بعد أنه هو!!
هو الحب!!!
* * *

(3)
ذات يوم...
وبدون أية مقدمات..، أعطتني صديقتي ورقة أنيقة.. بقيت مذهولة مما فيها طوال اليوم.. فقد كانت رسالة تقطر عذوبة وعاطفة من شقيقها الذي لم أعرف له شكلاً بعد..، ولم يكن ذلك يشغل ذهني.. ما دام أنه يحمل لي الحلم الذي أردته دومًا..؛ وهو أن أجرب الحب وأعيشه..
* * *
مرت الأيام ونحن نتبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية..
كنت أشعر أنني في قمة السعادة حينها.. وكأنني ملكت الدنيا بما فيها.
لم أكن أشعر بتأنيب الضمير أبدًا.. فأعوام عمري الخمسة عشر والتي تحوي الاندفاع والرغبة في الإحساس بالذات، ساعدتني على الاستمرار فيما أنا فيه.. من دون أية لحظة تفكير.. أما العقيدة الهزيلة في داخلي، فلم تكن لتستطع أن توقفني عما أنا فيه..، خاصة وأنني محاطة بوسائل عديدة، تؤجج العاطفة في داخلي وتشجعها..
وبقيت على تلك الحال عامًا كاملاً.. انتهى بأن أكتشف والدي أمري..، وكانت النتيجة بالطبع بضع كدمات على وجهي..، وأثار حارقة للعقال في أنحاء جسدي.. من دون أن توجه لي أية كلمة سوى شيء من السباب.
* * *

وهكذا..
انتهت قصة حبي الأول.. بدون أية مقاومة أو تحدٍّ..، رغم أنني كنت على استعداد لذلك!!، فلقد تعلمت أنه لكي نشعر بطعم الحب الحقيقي، لابد أن نعاني.. وأن نضحي بأي شيء!! أي شيء على الإطلاق!!
وبعدها.. كل الأمور ستتحسن، وتمضي الحياة على أجمل ما يكون..
لكن..
كان من أحببته مراهقًا صغير السن، روعته كلمات والدي المتوعدة عبر سماعة الهاتف.. فلم أسمع له صوتًا بعدها.. أو يصلني منه خبر..
* * *
(4)
مر عامان منذ ذلك الوقت..
ومع بداية العام الثالث.. عاد الحب ليطرق باب قلبي من جديد!!
كنت في زيارة لمنزل أحد أقاربي.. أغدو وأروح.. بلا عباءة، أو حتى غطاء على رأسي.. فذلك كما يقال للضيوف عادة: أريح وأخف.. والدار أمان!!
وفي أحد الممرات الهادئة في المنزل.. لمحته ولمحني!!
كنت في كامل زينتي وأناقتي..، وهو شاب وسيم، في العشرين من عمره..
لم نحتج مزيد من الوقت لكي ينفذ السهم في قلب كل منا..، ولم تمض بضعة أيام.. حتى أخبرتني شقيقته عما في قلبه.. والذي كان قد ولد في قلبي هو الآخر..
* * *
استمرت علاقتي بقريبي هذا ثلاثة أعوام.. كنا نتبادل خلالها الرسائل بانتظام..، وعندما حصل على وظيفية يكسب منها دخلاً شهريًا..، قررنا أن يتقدم لخطبتي فورًا..
والحقيقة أنني كنت أشك في أن يقبل والدي به زوجًا لي.. فلقد كان شابًا عاديًا..، عاديًا جدًا..، حتى أنه كان مدخنًا، وكثير السهر..، لكنني لم ألق لتلك الأمور بالاً.. لأنني كنت أؤمن بأن الحب يصنع المعجزات..، وعلى يقين من أنني أستطيع تغييره من شاب مستهتر.. إلى رب أسرة مسئول..
وتقدم لخطبتي فعلاً..
وتردد والدي في قبوله كثيرًا.. لكن نظرًا لصلة القرابة القوية التي تربطه بوالده..، ووعود أبيه المستمرة بأن يتغير وينصلح حاله..، فقد وافق والدي أخيرًا.. وتم الزواج...
* * *
كانت أشهر زواجنا الأولى من أسعد أيام حياتي على الإطلاق، فلقد كان زوجي في منتهى الود واللطف..، حتى أنه لم يدخن أمامي سيجارة واحدة طوال تلك الفترة!!، وعندما أخبرته عن رغبتي في أن يترك التدخين..، وعدني خيرًا.. وقال إن الأمر يحتاج فقط إلى شيء من الوقت والصبر..
لكن الحقيقة جاءت عكس ذلك تمامًا..، فبالرغم من مرور الكثير من الوقت والصبر.. إلا أنه لم يترك التدخين أبدًا.. بل إنه عاد إلى سابق عهده من غياب وسهر طويلين، تاركًا إياي أكابد الوحدة والوحشة.. حتى وأنا في أيام حملي الأخيرة..
* * *
كنت أظن أن قدوم طفلتنا سيؤثر على زوجي ويجعله يفكر في اتساع المسئولية التي تقع على عاتقه وأهميتها.. لكن أيضًا لا فائدة..
ظل تمامًا كما هو..
بل إنه أصبح قاسيًا عنيفًا... وأحال حياتنا إلى جدال دائم، وجحيم لا يطاق..، فهو لا يريد أية كلمة عتاب أو نصيحة.. وأي انتقاد لتصرفاته، والذي دائمًا ما اتبع فيه الأسلوب الهادئ والمستجدي لابد وأن يرد عليه بصراخ وخصومه تستمر لأيام وليال..
لقد بدا لي مع الأيام إنسان آخر..، رجل غريب..، لا تجمع بيني وبينه أية صفات أو هموم أو آمال.. أو حتى عواطف..
إنسان ليس له هم في حياته سوى أن يعيش كما يحب ويشتهي بين رفاقه وسهراته.. أما عائلته، ليس لها سوى القليل من وقته واهتمامه، تبعًا لمزاجه ورغباته..
في حين أن العائلة بالنسبة لي هي كل شيء..، أهبها كل ما لدي من وقت ورعاية ومحبة في رضا وسعادة..
لكنني أدركت أن ذلك أمرًا مستحيلاً مع إهمال زوجي الدائم لبيته وطفلته.. ولي أنا.. زوجته..
لم أحتمل تجاهله التام لي كزوجة ورفيقة درب، من المفترض به أن يحترم عقلها وقلبها ووجودها في حياته دائمًا، وفي كل وقت.. وليس فقط متى ما أرادها واحتاجها..
كثيرًا ما عاتبته..
كثيرًا ما سألته عن ذلك الحب الكبير الذي كان بيننا..، وعن وعوده الأكيدة بالحياة السعيدة..
عن الآمال التي بنيناها سويًا..، وعن الأسرة الرائعة التي عزمنا على تكوينها..
لكنه كان دائمًا يتركني بلا إجابة..
وعندما أجابني..
جاءت إجابته جارحة قاسية، تستهتر بعواطفي..، ومشاعري، وكياني..
«أي حب هذا الذي تتكلمين عنه؟!!
ألا تخجلين من نفسك؟!
متى ستكبرين؟!
إلى متى تظلين مراهقة حالمة؟!!
نعم.. نعم أحببتك..، وحصل ما أردت وتزوجتك، وها أنت الآن أمًا.. فماذا تريدين بعد؟!!
لماذا تصرين على أن تظلي دائمًا عاشقة معشوقة، وتنسين أنك الآن زوجة وأمًا مسئولة، يجب أن لا يشغل ذهنك سوى منزلك وطفلتك..
اكبري يا امرأة.. اكبري!!».
* * *
في كل مرة أتذكر فيها كلماته القاسية تلك، أشعر بها وكأنها صفحات حارقة تنهال على وجهي، وتهين قلبي وروحي..
أأكون مراهقة لأنني أطالبه بحبي ورعايتي أنا وطفلتي؟!
أأكون حالمة لأنني أريده أن يعود ذلك الإنسان الودود العطوف الذي كان يومًا؟!!
أنا لم أعد أريد الحب وحده!!
أنا أحتاج المودة..
أحتاج الرحمة..
وأتوق إلى زوج مسئول.. أأنس به ويأنس بي..
أنا لست في حاجة إلى خيال زوج لا يعرف بيته إلا وقت القيلولة أو قبيل الفجر..
أريد رجلاً يشعر بي ويحترم مشاعري..
أريد أبا لطفلتي.. يلاعبها ويرعاها.. ويحميها..
أريد زوجًا يكون لي سكنًا وأكون له كذلك..
فهل أخطأت الاختيار؟؟
* * *
أنا الآن في غرفتي الخاصة في منزل والدي..
مطلقة.. في الرابعة والعشرين من عمري..
أحيانًا.. عندما استعرض حياتي الماضية، أشعر بحزن وغضب بالغين..
حزن على نفسي..، وغضب على من حولي..، أولئك الذين أهملوا روحي وقلبي وعقلي.. وتركوني أواجه فتن زمان قاسٍ لا ترحم.. بلا عون أو حماية..
لكنني أعود بعدها.. فأحمد الله على أن وهبني الهداية والبصيرة التي جعلت لحياتي معنى وغاية، رغم ما مررت به من تجربة فاشلة وقاسية كادت أن تزرع في نفسي اليأس والقنوط إلى الأبد..، وأدعو الله أن يغفر لوالدي إهمالهما وتقصيرهما الذي قادني إلى كثير مما حصل وكان..
الآن..
وبعد أن اتسع فكري ونضجت عواطفي.. أدركت كم كنت تائهة ساذجة..، وأيقنت بأن الحب ليس سوى حلم تافه لا قيمة له في حياة الإنسان – خاصة المسلم – خارج إطار الزواج.. وأنه كان من الأفضل لي أن أشغل عواطفي المهدرة وأشبعها بأمور تنفعني في ديني ودنياي..
فأين كنت من محبة الله عز وجل؟؟!
أين كنت من محبة رسول الله ؟!
أين كنت من محبة السلف الصالح وخيرات الأمور؟!
لقد زرعت فكرة الحب القاصر الخاوي في أذهاننا لدرجة أنها شغلت عقولنا وانحرفت بعواطفنا إلى ما لا ينفعنا في ديننا أو دنيانا..
بل وأصبح الحب عن البعض غاية يطمحون إليها.. وهدفًا يسعون إلى تحقيقه.. فقصرت العقول.. وأنهكت الأفئدة..، وانتشرت الأخطاء..
لقد أيقنت عن تجربة.. بأن الحب قبل الزواج لا تأتي قوته أبدًا إلا من خواء في الروح..، وخلل في العقل..، وفراغ في القلب.. ثم إذا ما حدث الزواج – إن حدث -..، ذهبت السكرة، وجاءت الفكرة..، وبرد الحب الزائف..، وأتى دور الحب الحقيقي الذي لا يفتر..، بل تظل تؤججه دومًا أيام العشرة الطيبة والاحترام المتبادل.. والتي لا تنتج إلا من حسن الاختيار الذي يقرره العقل لا العاطفة..
* * *
عندما أنظر إلى طفلتي..، وأرى براءة وجهها وصفاء روحها..، أسعد بهبة الله لي حين رزقني إياها.. وأجدد النية على أن أرعاها وأحميها من كل ما قد يشوه براءتها أو يعكر صفاءها..
سأعمل – بإذن الله – على أن أمنحها كل الحب.. وكل الحنان.. مع كل الرعاية وأقصى الحماية..
وسأجاهد – بعون الله – على أن أساعدها في حفظ قلبها مقفلاً على كل ما يحتويه من مشاعر طاهرة.. صادقة وبريئة، إلى أن يأتي من نرضى خلقه ودينه.. فيملك حبها الذي يستحقه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3tr-alyassmin.yoo7.com
 
أأأأأأأأأأأأكبر من الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عطـــر الياسمين :: عطر الأسلام :: قصص وعبر-
انتقل الى: