[size="5"][align=center]
هي ملكة آشورية 800 ق.م. واسمها سيمورامات ومعناه الحمامة
يثير بعض المؤرخين الشكوك حول وجود الملكة سميراميس ويزعمون ان قصتها خرافية ويختلف آخرون فى زمن حكمها . ولما كان لاسمها ارتباط بأعمال تاريخية تستحق الذكر .كارتباطه بقصة نينوى وبناء مدية بابل العظيمة لم يبق مجال لتجاهل اعمالها
والتاريخ الذى اخترناه من بين التواريخ الكثيرة هو تاريخ نينوس مؤسس نينوى الذى يقال انه ابن النمرود
ويكتنف مولد سميراميس ملكة اشور الغموض والابهام
فتقول الاساطير انها ولدت فى مدينة عسقلان من اعمال سوريه وامها ربه من الربات وقد هجرتها فى الصحراء عند مولدها فأطمعتها الحمائم ولما صارت ابنه عام واحد وجدها راع اسمة اميس عند محل صخرى فتبناها وكانت ذات جمال فتان واطلق عليها اسم سميراميس
ولما ترعرعت اشتهرت بجمالها الفائق وذكائها المفرط ورآها يوماً منونيس حاكم نينوى وهو يتفقد رعية الملك نينوس فى سورية فاستوقفه جمال هذه الفتاة وشغف بها فتزوج منها
وسرعان ماتحكمت فيه فخضع لرغباتها واحترم افكارها وكان يأخذ بنصائحها فى كل موضوع
وكان الملك نينوس قبل ذلك بسبعة عشر عاماً قد اخضع جميع امم اسيا ماعدا الهنود والبكاثرة (بكترا)
وشيد مدينة نينوى او كما قيل اتم بناءها على شاطئ نهر دجله وكان محيطها 60 ميلاً
وكانت مسورة بجدران ترتفع مائة قدم وسميكة بحيث تسير ثلاث عربات بجوار بعضها على قمتها وحُضصنت تلك الجدران بألف وخمسمائة برج يبلغ ارتفاع البرج الواحد مائتى قدم
ولما اتم الملك نينوس تشيد هذه المدينة عزم على الزحف على البكاثرة لانها كانت لاتزال تقاوم سلطانه
فى جيش يبلغ عدده 1700000 راجل و2100000 فارس ونحو 10600 عجلة حربية
فقابلة ملك البدو بجيش يربو على 400000 رجل فهزمه نينوس واستولى على كل البلاد الا بكتريا مقر السلطان
فضرب عليها نطاق الحصار
وكان يرافق الملك نينوس فى هذه الحمله احد مستشاريه وهو الحاكم منونيس فارسل هذا فى طلب امراته سميراميس لتحضر الى معسكره
ولقيت سميراميس ذلك فرصه لتكشف عن قوتها فارتدت بملابس لاتنم عن شخصيتها رجلا كانت او امراءة
وسارت الى المعسكر فوجدت ان الهجوم موجه الى قسم المدينة القائم فى السهل لاضد قلعتها مماجعل البكاترة تحرس حصونها بقليل من اليقظة فانتخبت فرقه من الجيش تجيد
وقادتها بشخصها لمهاجمة القلعة فاستولت عليها وانذرت الجيش المرابط تحتها فى السهول فلما عرف البكاترة ان قلعتهم قد سقطت قاوموا مقاومة ضعيفة وسقطت المدينة بسقوط قلعتها.
اعجب الملك بهذه المراة الشجاعه الفتانة التى اكسبته المعركة واعتزم الزواج منها على ان يقدم ابنته الى منونيس بدلا عنها ولما كان منونيس شغوفا بحب زوجته ولا طاقه له بالتسلى بغيرها تغلب عليه الحزن والحب فقتل نفسه فى يأس وتم للملك الزواج من سميراميس ومات نينوس بعد حكم 52 عاما واوصى لزوجته بالملك من بعده لأن ابنه نيناس كان صغيراً
ويقول بعض المؤرخين انه لبى رجاء زوجته الفتية فى التخلى لها عن سلطانه فى طول البلاد لمدة 5 ايام
فصدرت الاوامر الى اطراف المملكة بالاذعان لاوامرها واحترامها ولبست خاتم الملك وجلست على العرش ولما استتب لها السلطان المطلق استعملت سلتطها شر استعمال فأمرت بسجن زوجها ثم قتله واعلنت نفسها ملكة مكانه وحكمت طوال عمرها
وسواء قتلت زوجها ام لم تقتله فقد قيل انها شيدت له قبراً فخماً بجوار برج (باوس
)
وزينته بتماثيل من الذهب
واعتزمت على تخليد اسمها باقامة الاثار الثمينة ومباشرة المشروعات الخطيرة
تريد بذلك ان تفوق شهرتها شهرة نينوس وعلى ذلك اخذت تنشئ مدينة بابل العظيمة أو تزينها فشغلت فى ذلك مليونى عامل
واقام اساس بابل بناؤو برج بابل الشهير
ومن بين الاعمال التى نسبت اليها فى بابل الحيطان والبروج والقلاع وجسر الفرات ومعبد باوس وحفر البحيرة لسحب مياة الفرات وجسر الفرات ومعبد
كما بنت اقنية هائلة ووصلت مدنا مختلفة بالطرق اضطرت عند بنائها ان تمهد الجبال وتملأ الوديان
ويقال انها سارت بجيش عظيم الى ميدبا
وغرست حديقة غناء قرب جبل بجستانون الذى يزيد ارتفاعه عن عشرة الالف قدم وقد ملست سفحة ونقشت صورتها عليه مع حاشية من مائة حارس
وانشأت حديقة اخرى قرب مدينة (شاوون) وعلى صخرة عالية فى وسط مدينة مدبا شيدت قصرا فخما بقيت فية زمنا طويلاً
كما شيدت فى اكباتانا قصرا اخر عظيماً وقد نقشت على الاثار مايدل على سطوتها و عظمتها المدهشة
ومن اقوالها
> لقد خلعت على الطبيعية شكل امراءة الا اعمال فاقت اعمال اشجع الرجال فحكمت امبراطورية نينوس التى تمتد شرقا حتى نهر هيهانام وجنوبا الى ارض المطر المر وشمالا الىبلاد السيشان والصوجديان<(
ولم ير قبلى اشورى البحر الكبير فانا ابصر بعينى اربعة بحور تعترف شواطئها بسلطانى
واكرهت الانهار العظام على ان تصب طبق ارادتى وسيرت ماءها لاخصاب الاراضى التى كانت من قبل قاحلة وبلا سكان واقمت البروج المنيعة ومهدت الطرق التى لم يطأها من قبل الا وحش الغابة
وفى وسط هذه الاعمال العظيمة وجدت مجالا للسرورو واللهو
وكانت سميراميس متيقظة جريئة فى ادارة حكومتها
يروى انه فى ذات صباح وهى تستكمل زينتها جاءها نبأ فتنة وقعت بين فريق الاهالى فاندفعت فى الحال نصف مدثرة وشعرها مبعثر وواجهت جمهور المشاغبين بشجاعتها فأطفأ حضورها وبلاغتها غضبهم بسرعة
ومن ثم عادت واتمت زينتها بهدوء
وقد اعتزمت فى النهاية اخضاع الهند فأعدت المعدات لهذة الحملة فى سنتين ولما كان الهنود مشهورين بعدد فيلتهم الكثيرة التى يستخدمونها فى الحرب ويعتقدون انها لاتقهر سعت فى التغلب على هذه العقبة بحيلة حربية
فأمرت بتغطية مائة الف جمل بجلود الثيران السوداء المخيطة لتقلد بها الفيلة وقد اعتلى كل حيوان محارب وبنت 2000 مركب لتشق بها الهند واخذت
واخذت اجزاءها وحزمتها على ظهور الجمال
فجهز ملك الهند قوى كبرى لملاقاتها وبعث اليها عند اقترابها من حدود مملكته يسألها
لماذا اعلنت عليه الحرب ومن تكون هى حتى تتجرأ هلى مهاجمة مملكته ؟
فأجابت ملكة اشور المتصلفة الرسول
اذهب الى ملكك وابلغه انى سأخبره بنفسى من اكون ولماذا جئت الى هنا
وكانت سميراميس موفقه فى اول نزال فقد اسرت مائة الف اسير وغرقت الف مركب هندى فى نهر الهندوس فتظاهر ملك الهند بالهرب وقاد جيش سميراميس ووراءه وبسبب وجود جسر عظيم على نهر الهندوس اضطرت سميراميس ان تنزل جيشها على الجانب الاخر وتتبع الهنود المتقهقرين بفيلتها
فخافت الهنود فى اول الامر تلك الفيلة الكاذبة ولكن عند اكتشاف تلك الحيلة عاد ملك الهند وهاجم سميراميس بفيلته الحقيقة ففرت جيوشها من امامه واصابها سهم من يد الملك الهندى فسارعت سميراميس مع فلول جيشها وعبرت نهر الهندوس ولم يعبر ملك الهند النهر وراءها لتحذير كهانه له من العبور
وعلى ذلك تم بينهما الصلح على تبادل الاسرى وعادت سميراميس بثلث جيشها الى اشور
ولما بلغت حدود مملكتها علمت ان ابنها نيناس قد تأمر عليها كما سبق ان دلت على ذلك التنبؤات التى جاء فيها ان عندما يتأمر ابنها ضدها فستختفى من بين الهالكين وتستقبل بين الخالدين
فتنازلت عن العرش له ويقال انها قتلت نفسها لترفع الى الالهة كما نصت النبوءة
ويقول اخرون انها تحولت الى حمامة وطارت من القصر مع سرب من الحمام
ومن ثم يعتبر الاشوريون سميراميس خالدة والحمام مقدساً
وكانت قد حكمت اثنين واربعين عاماً
ومن الصعب الحكم على قصة سميراميس هل هى رافة ام حقيقة تاريخية
إلا ان اعمالها الخطيرة المزعومة متداخله فى تاريخ الاشوريين والبابليين
فلايسع المؤرخ الثقه الا ان يعطيها مكانا بارزاً فى التاريخ
ولو صح نصف اعمالها العجيبة فستأخذ بلا شك مكاناً عظيماً بين ملكات التاري القديم الشهيرات .
[/align][/size][align=center][/align]