عطـــر الياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى ثقافى اجتماعى عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مارى كورى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عطر الياسمين
Admin
عطر الياسمين


عدد المساهمات : 184
تاريخ التسجيل : 03/03/2010

مارى  كورى Empty
مُساهمةموضوع: مارى كورى   مارى  كورى Emptyالجمعة مارس 26, 2010 1:16 pm


سيدة لم تفسدها الثروة والشهرة
جلست الصغيرة مارى تستند الى منضدة الدرس بمرفقها وتسد أذنيها بكفيها حتى لا يفسد الضجيج المحيط بها استذكارها وبينما كانت منهمكة فى تحصيل دروسها أخذ اخوتها دون أن تشعر بهم يصفون كراسى المنزل حولها على هيئة كوخ صغير وبعد فترة حين شعرت بالارهاق والتعب ونهضت لتستريح للحظات تساقطت الكراسى المصفوفة فوقها وكمن يستيقظ من الحلم فجأة وقفت تنظر الى عبثهم مستنكرة مندهشة ثم جمعت كتبها وخرجت بها بسرعة الى غرفة أخرى لتتمكن من مواصلة دروسها واستذكارها.
منذ طفولتها كانت مارى شغوفة بتحصيل العلم وتستغرقها قراءة العلوم الطبيعية حتى لا تشعر بما يدور حولها بل وتنسى أحياناً حاجتها الى الطعام او النوم ولان ما تعلمته فى مدارس بلدها بولندا لم يكن يُشبع نهمها للمعرفة ظلت تحلم لسنوات بالسفر للدراسة فى جامعات فرنسا .كانت جامعات بولندا-فى ذلك الحين- لا تسمح للفتيات بالالتحاق بها ولفقر أسرتها وتكاليف الدراسة والسفر الباهظة أضطرت للعمل كمربية فى بيوت الاثرياء لفترة حتى تدخر من أجرها الضئيل ما يمكنها من تحقيق طموحها.
فى الرابعة والعشرين من العمر -عام1891ركبت الفتاة مارى القطار المتوجه من بولندا الى مدينة باريس بفرنسا ولانها كانت لاتملك غير النقود القليلة التى ادخرتها من عملها اتخذت مقعدها باحدى عربات القطار المكشوفة التى تشبه عربات البضائع لرخص أجرتها ..وفى الحقيبة الخشبية التى تحمل فيها ثيابها وضعت كميات من الطعام حتى لا تضطر لانفاق نقود أثناء سفرها .ولثلاثة أيام أمضاها القطار فى الرحلة بين بولندا وفرنسا كانت تتجنب البرودة القارسة أثناء الليل بتغطية ساقيها بلفائفها وصررها.
فى باريس سكنت مارى قرب جامعة السوربون فى غرفة فوق سطح خالية من وسائل الراحة وأدوات العيش كانت تستخدم حقيبتها الخشبية التى جاءت بها من بولندا كخزانة ملابس ومقعد ومنضدة وعلى ضوء مصباح صغير راحت تدرس علوم الكيمياء والفيزياء .دون أن تهتم بتوفير التدفئة لغرفتها او الغذاء الضرورى لسلامة وصحة جسدها ورغم زواجها من عالم الفيزياء الفرنسى بيير كورى -الذى كان واحداً من كبار أساتذتها لم تكن حياتها بعد الزواج أقل مشقة من حياتها السابقة التى عاشت فيها وحيدة فقيرة.
مثلما لحق اسم زوجها باسمها على عادة الاوروبيين لحقت العديد من الواجبات الاسرية الجديدة باهتماماتها العلمية .صار على الزوجة والام مارى كورى أن تعتنى بشئون منزلها وأن تقوم برعاية أطفالها وأبداً لم تتوقف عن مواصلة دراساتها وأبحاثها .ولما كان زوجها عالم الطبيعة يُقدر ذكاءها أخذ يشاركها ويتعاون معها فى اجراء تجاربهما العلمية .وفى عام 1903- حصلا معاً على جائزة نوبل فى العلوم الفيزيائية لنجاحهما فى اكتشاف عنصر الراديوم الذى كان بداية لعلاج العديد من الامراض التى تعانى منها البشرية .
كانت مارى كورى أول سيدة تحصل على جائزة نوبل فى العلوم الطبيعية ولانها كانت تضيق بما جلبت لها الجائزة من المال والشهرة راحت تتخفى عن الناس وتوجه اموالها لاستكمال تجاربها .كانت ترى ان العلماء يجب الا يسعوا لكسب الاموال أو الاهتمام بأنفسهم بل عليهم أن يهبوا للدنيا دون مقابل نتائج ابحاثهم واكتشافاتهم .مما جعل البعض يصفونها -بعد وفاتها عام 1934-بأنها الوحيدة بين العلماء التى لم تفسدها الثروة والشهرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3tr-alyassmin.yoo7.com
 
مارى كورى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عطـــر الياسمين :: عطر العلم والمعرفة :: الشخصيات العامة-
انتقل الى: